你的位置:伊斯蘭之光 >> 主頁 >> 信仰與功修 >> 正信 >> 詳細內容 在線投稿

牢記主的尊名者必進天堂(呼圖白)

排行榜 收藏 打印 發給朋友 舉報 來源: 本站原創    作者:webmaster
熱度3856票  瀏覽706次 【共0條評論】【我要評論 時間:2009年12月31日 22:54

  呼圖白講壇

 ( 阿漢對照第160講 )

一卅柯 · 韓文成    編譯

خطبة الجمعة بتاريخ 15 من محرم 1431هـ الموافق 1 / 1 / 2010م

伊斯蘭紀元1431年1月15 日 / 西元2010年1月1日主麻演講


 

وَالأَيَادِي الْعِظَامُ، قَدَّرَ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ، ثـُـمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيـَّـامٍ. أَحْمَدُ رَبِّي حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فَيهِ عَلَى تَفَرُّدِهِ بِالْمَنْعِ وَالإِعْطَاءِ، وَالإِمَاتَةِ وَالإِحْيَاءِ، وَالنَّقْضِ وَالإِبْرَامِ. وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ، الْحَيُّ الْقَيُّومُ الذِي لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا وَرَسُولَنَا، وَحَبِيبَنَا وَخَلِيلَنَا، خَيْرُ الأَنَامِ، أَخْرَجَ اللهُ بِهِ النـَّـاسَ إِلَى النـُّـورِ بَعْدَ تَقَلُّبِهِمْ في حَنَادِسِ الظـَّـلاَمِ، فَدَعاهُمْ إلِى الجَنَّةِ دَارِ السَّلامِ. صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَأَصْحَابِهِ الْكِرَامِ، صَلاَةً وَسَلاَماً دَائِمَيْنِ مُتَعَاقِبَيْنِ مَا تَعَاقَبَتِ اللَّيَالِي وَالأَيـَّامُ.

أَمَّا بَعْدُ:

)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ([آل عمران:102].وَاعْلَمُوا -أيُّهَا الإِخْوَةُ الأَحْبَابُ- أَنَّ الْعُقُولَ وَالأَلْبَابَ، مُضْطَّرَةٌ لِمَعْرِفَةِ أَسْمَاءِ وَصِفَاتِ رَبِّ الأَرْبَابِ، فَضَرُورَتُهُمْ إِلَى ذَلِكَ أَعْظَمُ مِنْ ضَرُورَةِ صَاحِبِ الْبَذْرَةِ إلِىَ قَطْرِ السَّمَاءِ إِذَا غَرَسَهَا فِي التـُّـرَابِ. بَلِ الضَّرُورَةُ إِلَى مَعْرِفَةِ ذَلِكَ: أَعْظَمُ مِنْ ضَرُورَةِ الأَبْدَانِ إِلَى الأَرْوَاحِ، وَالْعُيُونِ إِلَى النُّورِ الْوَضَّاحِ.

فَأَيُّ ضَرُورَةٍ وَحَاجَةٍ فَرَضَهَا الْعِبَادُ: فَإِنَّ ضَرُورَتَهُمْ وَحَاجَتَهُمْ إِلَى مَعْرِفَةِ أَسْمَاءِ وَصِفَاتِ الْكَرِيمِ الْجَوَادِ: فَوْقَ ذَلِكَ بِالإِحْصَاءِ وَالتِّعْدَادِ؛ لأَنَّهُ لاَ سَبِيلَ إِلَى السَّعَادَةِ وَالنَّجَاحِ؛ وَلاَ طَرِيقَ إِلَى الأُنْسِ وَالْفَلاَحِ، فِي العَاجِلَةِ وَالآجِلَةِ: إِلاَّ فِي التَّعَرُّفِ عَلَى الرَّبِّ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، وَمَا لَهُ مِنْ أَسْمَاءِ الجَمَالِ، وَصِفَاتِ الْكَمَالِ، وَنُعُوتِ الْجَلاَلِ.

عِبَادَ الرَّحْمَنِ:

إِذَا كَانَتْ سَعَادَةُ العَبْدِ فِي الدَّارَيْنِ؛ مُعَلَّقَةً بِمَعْرِفَةِ الْحَمِيدِ الْمَجِيدِ حَقّاً بِلاَ مَيْنٍ: وَجَبَ عَلَى كُلِّ مَنْ نَصَحَ لِنَفْسِهِ وَأَحَبَّ نَجَاتَهَا، وَرَامَ نَعِيمَهَا وَسَعَادَتَهَا: أَنْ يعْرِفَ مِنَ الْقَرِيبِ الْمُجِيبِ جَمِيلَ أَسْمَائِهِ؛ حَتَّى يَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِعِبَادَتِهِ وَدُعَائِهِ. وَاسْمَعُوا -يَا عِبَادَ اللهِ الأَخْيَارَ- إِلَى مَا نَدَبَكُمْ إِلَيْهِ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، وَحَثَّكُمْ عَلَيْهِ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ، مِنَ الخِطَابِ الـمُشَنِّفِ لِلأَسْمَاعِ، وَالْمُهَذِّبِ لِلطِّبَاعِ، وَالدَّاعِي إِلَى الاتِّبَاعِ: )وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( [الأعراف:180].

وَدُعَاءُ اللهِ تَعَالَى بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ: لاَ يَتَأَتَّى لِلْعَبْدِ إِلاَّ بَعْدَ أَنَ يَعْرِفَ مَرَاتِبَ الإِحْصَاءِ، الِتي جَاءَ الْحَثُّ عَلَيْهَا، وَالإِرشَادُ إِلِيْهَا، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: «إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً، مِائَةً إِلاَّ وَاحِداً، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنـَّـةَ»[أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]. وَهَذَا الإِحْصَاءُ الْمَحْمُودُ، الْمَوْعُودُ عَلَيْهِ بِجَنَّةِ الْخُلُودِ: يَكُونُ بِحِفْظِ ألَفْاَظِ هَذِهِ الأَسْمَاءِ، ثُمَّ بِفَهْمِ مَعَانِيهَا الْغَرَّاءِ، ثـُمَّ بِدُعَاءِ اللهِ تَعَالَى بِهَا؛ إمَّا دُعَاءَ عِبَادَةٍ وَثَنَاءٍ؛ وَإِمَّا دُعَاءَ مَسْأَلَةٍ وَعَطَاءٍ. وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ مَا جَاءَ فِي السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ، وَالأَدْعِيَةِ الْمُصْطَفَوِيَّةِ الْمُنِيفَةِ، فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ]. فَتَأَمَّـلْ كَيْفَ أَرْشَدَ النَّبِيُّ r زَوْجَهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنْ تُقَدِّمَ بَيْنَ يَدَيِ الدُّعَاءِ -مِنَ المِدْحَةِ وَالثَّنَاءِ، عَلَى رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ- بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَائِهِ الـحُسْنَى يُنَاسِبُ الرَّغْبَةَ وَالرَّجَاءَ.

وَمَنْ رَامَ إِحْصَاءَ أَسْمَاءِ اللهِ الـحُسْنَى: فَعَلَيْهِ بِإِدَامَةِ النَّظَرِ فِي كَلاَمِ اللهِ تَعَالَى، فَإِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ تَجَلَّى فِي كِتَابِهِ لِعِبَادِهِ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، فَتَارَةً يَتَجَلَّى الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لِعبَادِهِ في صِفَاتِ الْهَيْبَةِ وَالْعَظَمَةِ وَالْجَلاَلِ، فَتَخْضَعُ الأَعْنَاقُ، وَتَنْكَسِرُ النـُّـفُوسُ، وَتَخْشَعُ الأَصْوَاتُ. وَتَارَةً يَتَجَلَّى الْجَمِيلُ الْجَلِيلُ فِي صِفَاتِ الْجَمَالِ وَالْكَمَالِ، فَيَسْتَنْفِدُ حُبُّهُ مِنْ قَلْبِ الْعَبْدِ قُوَّةَ الْحُبِّ كُلَّهَا بِحُبِّ مَا عَرَفَهُ مِنْ أَسْمَاءِ جَلاَلِهِ وَصِفَاتِ جَمَالِهِ وَنُعُوتِ كَمَالِهِ، فَيُصْبِحُ فُؤَادُ عَبْدِهِ فَارِغاً إلاَّ مِنْ مَحَبَّتِهِ، فَإِذَا أَرَادَ مِنْهُ غَيْرُهُ أنْ يُعَلِّقَ تِلْكَ الْمَحَبَّةَ بِهِ أَبَى قَلْبُهُ وَأَحْشَاؤُهُ ذَلِكَ كـُـلَّ الإِبَاءِ. وَإِذَا تَجَلَّى الْبَرُّ الرَّحِيمُ بِصِفَاتِ الرَّحْمَةِ وَالْبِرِّ وَاللُّطْفِ وَالإِحْسَانِ: انْبَعثَتْ قُوَّةُ الرَّجَاءِ مِنَ الْعَبْدِ وَانْبَسَطَ أمَلُهُ، وَقَوِيَ طَمَعُهُ؛ وَسَارَ إِلَى رَبِّهِ وَحَادِي الرَّجَاءِ يَحْدُو رِكَابَ سَيْرِهِ، فَكُلَّمَا قَوِيَ الرَّجَاءُ: جَدَّ فِي الْعَمَلِ.

وَإِذَا تَجَلَّى الْعَزيزُ الْحَكِيمُ بِصِفَاتِ الْعَدْلِ وَالانْتِقَامِ وَالْغَضَبِ وَالسَّخَطِ وَالْعُقُوبَةِ: انْقَمَعَتِ النَّفْسُ الأَمَّارَةُ، وَانْقَبَضَتْ أَعِنَّةُ رُعُونَاتِهَا، فَأَحْضَرَتِ الْمَطِيَّةُ حَظَّهَا مِنَ الْخَوْفِ وَالْخَشْيَةِ وَالْحَذَرِ. وَإِذَا تَجَلَّى السَّمِيعُ الْبَصِيرُ بِصِفَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْعِلْمِ: انْبَعَثَ مِنَ الْعَبْدِ قُوَّةُ الْحَيَاءِ، فَيَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّهِ أَنْ يَرَاهُ عَلَى مَا يَكْرَهُ، أَوْ يَسْمَعَ مِنْهُ مَا يَكْرَهُ؛ أَوْ يُخْفِيَ فِي سَرِيرَتِهِ مَا يَمْقُتُهُ عَلَيْهِ، فَتْبَقَى حَرَكَاتُ العَبْدِ وَأَقْوَالُهُ وَخَوَاطِرُهُ مَوْزُونَةً بِمِيزَانِ الشَّرْعِ، غَيْرَ مُهْمَلَةٍ وَلاَ مُرْسَلَةٍ تَحْتَ حُكْمِ الْهَوَى وَالطَّبْعِ. وَإِذَا تَجَلَّى الْحَفِيظُ الْحَسِيبُ بِصِفَاتِ الْكِفَايَةِ وَالحَسْبِ وَالْقِيَامِ بِمَصَالِحِ الْعِبَادِ وَسَوْقِ أَرْزَاقِهِمْ إِلَيْهِمْ؛ وَدَفْعِ الْمَصَائِبِ عَنْهُمْ؛ وَنَصْرِهِ لأَوْلِيَائِهِ وَحِمَايَتِهِ لَهُمْ وَمَعِيَّتِهِ الْخَاصَّةِ لَهُمْ: انْبَعَثَتْ مِنَ العَبْدِ قُوَّةُ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ؛ وَتَفْوِيضِ الأَمْرِ إِلَيْهِ.

وَإِذَا تَجَلَّى الجْبَّارُ المُتَكَبِّرُ بِصِفَاتِ الْعِزِّ وَالْكِبْرِيَاءِ: أَعْطَتْ نَفْسُ الْعَبْدِ الْمُطْمَئِنَّةُ مَا وَصَلَتْ إِلَيْهِ مِنَ الذُّلِّ لِعَظَمَتِهِ، وَالانْكِسَارِ لِعِزَّتِهِ، وَالْخُضُوعِ لِكِبْرِيَائِهِ، وَخُشُوعِ الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ لِعَلْيَائِهِ. وَإِذَا تَجَلَّى اللهُ الصَّمَدُ بِصِفَاتِ إِلاهِيَّتِهِ: شَهِدَ الْعَبْدُ صِفَاتِ الْمَحَبَّةِ وَالْوُدِّ؛ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَاءِ اللهِ تَعَالَى؛ وَالأُنْسَ وَالْفَرَحَ بِهِ؛ وَالسُّرُورَ بِخِدْمَتِهِ وَالْمُنَافَسَةَ فِي قُرْبـِهِ؛ وَالتَّوَدُّدَ إِليْهِ بِطَاعَتِهِ، وَاللَّهَجَ بِذِكْرِهِ، وَالْفِرَارَ مِنَ الخَلْقِ إِلَيْهِ، حَتَّى يَصِيرَ هُوَ وَحْدَهُ هَمَّهُ دُونَ مَا سِوَاهُ. كَمَا أَنَّ تَعَرُّفَ العَبْدِ عَلَى رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِصِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ: يُوجِبُ لَهُ التَوَكُّلَ عَلَيْهِ، وَالاِفْتِقَارَ إِلَيْهِ، وَالاسْتِعَانَةَ بِهِ وَالذُّلَّ وَالْخُضُوعَ وَالانْكِسَارَ بَيْنَ يَدَيْهِ.

وَرَأْسُ الأَمْرِ وَعَمُودُهُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ: أَنْ يَشْهَدَ العَبْدُ أَنَّ لَهُ مَلِكاً قَيُّوماً فَوْقَ عَرْشِهِ، يُدَبِّرُ أَمْرَ الْعِبَادِ، وَيَأْمُرُ بِالرَّشَادِ، وَيَنْهَى عَنِ الْفَسَادِ، وَيَرْضَى وَيَغْضَبُ، وَيُثِيبُ وَيُعَاقِبُ، وَيُعْطِي وَيَمْنَعُ، وَيَخْفِضُ وَيَرْفَعُ، وَيَرَى مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ ويَسْمَعُ، لاَ تَتَحَرَّكُ ذَرَّةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلاَ تَسْقُطُ وَرَقَةٌ إِلاَّ بِعِلْمِهِ.

وَيَشْهَدُ حَمْدَ اللهِ فِي مُلْكِهِ، وَعِزَّهُ في عَفْوِهِ؛ وَحِكْمَتَهُ فِي قَدَرِهِ وَقَضَائِهِ؛ وَنِعْمَتَهُ فِي بَلاَئِهِ، وَعَدْلَهُ فِي انْتِقَامِهِ، وَغِنَاهُ فِي إِعْرَاضِهِ، وَمَغْفِرَتَهُ وَسِتْرَهُ وَحِلْمَهُ فِي إِمْهَالِهِ، وَكَرَمَهُ وَجُودَهُ فِى إِقْبَالِهِ.

فَيَا عِبَادَ اللهِ، وَيَا إِمَاءَ اللهِ:

تَوَجَّهُوا إلَى رَبِّكُمْ بِسُؤَالِهِ بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، فَإِنـَّـهُ سَمِيعٌ لِدُعَاءِ الدَّاعِينَ؛ وَعَلِيمٌ بِحَوَائِجِ السَّائِلِينَ، فَهُوَ مُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى، وَغَايَةُ كُلِّ نَجْوَى، فَمَنْ سِوَاهُ المَرْجُوُّ لِتَفْرِيجِ الْكُرُوبِ، وَتَنْفِيسِ الْخُطُوبِ؟ وَمَنْ غَيْرُهُ الْمَقْصُودُ لِدَفْعِ الهُمُومِ، وَرَفْعِ الْغُمُومِ؟. تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «الْحَمْدُ للهِ الذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ تَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللهِ r، وَإِنِّي لَـيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُ كَلاَمِهَا، وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ r وَتَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلَ شَبَابِي، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي، حَتـَّى إِذَا كَـبِرَ سِنـِّي، وَانْقَطَعَ وَلَدِي: ظَاهَرَ مِنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ. تَقُولُ عَائِشَةُ: وَأنَا فِي نَاحِيَةِ البَيْتِ مَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جِبْريلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِهَذِهِ الآيَةِ: )قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ( [المجادلة:1]» [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه ].

فَحَذَارِ ثـُمَّ حَذَارِ يَا عَبْدَاللهِ:

أَنْ تُعْرِضَ عَنْ نِدَاءِ وَدُعَاءِ وَرَجَاءِ رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ؛ بِمَا لَهُ مِنْ جَمِيلِ الأَسْمَاءِ. فَمَا حَالُكَ إِنْ أَعْرَضْتَ عَنْهُ إِلاَّ كَحَالِ حُوتٍ فَارَقَ الْمَاءَ، وَوُضِعَ فِي مِقْلاَةٍ تَحْتَ الْهَوَاءِ، هَذِهِ وَاللهِ حَقِيقَةُ الفُؤَادِ وَقَدْ تَدَثَّرَ بِثَوْبِ الفَقْرِ وَالإِمْلاَقِ؛ يَوْمَ أَعْرَضَ عَنْ دُعَاءِ رَبِّهِ الْخَلاَّقِ، بِلْ أَفْظَعُ وَأرْوَعُ، وَأَشْنَعُ وَأَخْنَعُ. وَلَكِنْ لاَ يُحِسُّ بِهَذَا إِلاَّ قَلْبٌ وَاعٍ. وَأَمَّا قَلْبٌ فِي ظُلَمِ الخِدَاعِ وَالضَّيَاعِ: فَيَرَاهُ النَّاظِرُ؛ بِمَا صَوَّرَهُ الشَّاعِرُ:

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيْهِ       مَا لِجُرْحٍ  بِمَيـِّتٍ  إِيـلاَمُ

وَكَيْفَ نُعْرِضُ يَا عِبَادَ اللهِ عَنْ مَعْرِفَةِ الْغَنِيِّ وَنَحْنُ مَلْهُوفُونَ فُقَرَاءُ إِلَيْهِ عَلَى الدَّوَامِ؛ وَهُوَ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أُمَّهَاتِنَا اللاَّتِي حَمَلْنَنَا تِسْعَةَ أَشْهُرٍ فِي الأَرْحَامِ. يَقُولُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ t: «قُدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ r بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي إذْ وَجَدَتْ صَبِيّاً فِي السَّبْيِ فَأَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» فَقُلْنَا: لاَ وَاللهِ، وَهِىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: «لَلهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا»[أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِهَدْيِ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ، الْهَادِي إِلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ، وَالدَّاعِي إِلَى الدِّينِ الْقَوِيمِ. أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ مِمَّا عَمِلْتُ وَعَمِلْتُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً، وَلِلْمُحْسِنِينَ شَكُوراً.

        讚美安拉 —— 至尊無比、無限榮耀、普降恩澤、特賜恩典、洪恩浩蕩、慷慨施恩的主,主在創造宇宙五萬年前早已定就眾生之命運,然後在六日內創造了天地萬物。衷心讚美我主無限美好吉祥,獨掌生殺予奪和興衰廢立之大權。我見證萬物非主,惟有安拉,獨一無二、掌管一切、神聖至安、永生不滅、永不休眠的主;我見證先知穆罕默德是主的僕人和使者,是人類之精華和我們最敬愛的人,主派他將徘徊於黑暗中的人類引向光明,並號召世人追求永恆的天堂,願主賜福安於他和聖裔、聖妻及全體聖伴們,直到日久天長!

         「信士們啊!你們要虔誠地敬畏安拉,只應以順從者的身份死亡。」(3:102)

        各位教胞:

        人的理智需要認識造物主的尊名和屬性,其必要性好比土壤中的種子離不開水分、肉體離不開靈魂、眼睛離不開光線一樣,甚至比這還重要。

        人類的任何一種需求,都比不過認識造物主的需求重要,因為人在今後兩世的成功和幸福都取決於認識主的尊名及其完美與威嚴之屬性。

        人的兩世幸福與認識造物主密切相連,每個希望自己成功和幸福的人都應牢記主的優美尊名,以便通過崇拜和祈禱進一步接近主。至尊主教導我們說:「安拉有許多極美的尊名,你們就用這些美名稱呼主,並唾棄褻瀆主的尊名的人,他們將受自己行為的報應。」(7:180)

        先知(主賜福安)說:「安拉有九十九個尊名,牢記這些尊名的人必進天堂。」(艾卜胡萊賴傳述《布哈裏聖訓錄》第2736段、《穆斯林聖訓錄》第2677段)

        所謂牢記,就是熟記並領會這些尊名的詞義,然後以此向主祈禱 —— 讚美性祈禱或祈求性祈禱。有段聖訓對此做了最好的說明,聖妻阿伊莎(願主喜愛)曾問先知:「安拉的使者啊!假如我知道了哪一夜是蓋德爾夜,我該怎樣祈禱呢?」先知回答:「你就說:‘主啊!您是寬恕的主,您喜歡寬恕,您就寬恕我吧!’」(《艾哈邁德聖訓錄》第25438段)

        先知(主賜福安)在這段聖訓中教導妻子先用適當的尊名讚美主,然後再向主進行祈求。

        牢記主的尊名者,應經常思考主在天經中給人顯示自己的尊名和屬性時的語義:

        主的威嚴,令人心悅誠服、俯首聽命、畢恭畢敬;

        主的完美,令人全身心地熱愛主,主在其心中的地位無人能及;

        主的仁慈,令人對主抱有無限希望,希望越大工作就越勤奮;

        主的懲罰,令人的放蕩靈性自行收斂,因怕受罰而循規蹈矩;

        主的全知,令人對內心的醜陋感到羞愧,自覺用教法約束言行和思想;

        主的護佑,令人完全信賴主,將一切事情托靠給主;

        主的強大,令人的寧靜靈性自覺謙卑,因主的偉大而感到渺小;

        主的神性,令人渴望與主相會,為接近主而歡欣鼓舞,主是其唯一的崇拜物件;

        主的主性,令人時時求助於主,完全拜倒在主面前。

        總之,一個人一生最重要的事情是:見證造物主在阿勒世之上主宰著人類的一切,他命人行善守正,禁止腐敗墮落,他喜善憎惡、獎功罰過、任意予奪、決定榮辱,從七重天外全觀全聽一切,任何大或小於微塵的東西無不經他許可而動,每一片樹葉的凋零無不在他掌控之中。

        然後,在主的權力中見證其榮耀,在主的寬恕中見證其強大,在主的前定中見證其智慧,在主的考驗中見證其恩典,在主的懲罰中見證其公正,在對主的背叛中見證其無求,在對主的怠慢中見證其大度,在對主的嚮往中見證其慷慨。

        安拉的各位僕民啊!

        你們要以主的尊名向主祈禱,主全聽全知人的任何哀告和需求,主是一切訴求和傾訴的終極目標。除了主,誰能為人祛痛消災?誰能替人解憂消愁?

        聖妻阿伊莎(願主喜愛)說:「讚美安拉 —— 主的聽覺至聰!曾有一位婦女來向先知(主賜福安)訴苦,我不願說她說過的一些話。她向安拉的使者抱怨自己的丈夫說:‘安拉的使者啊!他佔有了我的青春,我為他生了許多孩子,現在我年紀大了,沒有生育能力了,他卻用蒙昧時期的方式休了我。我只能向安拉訴苦!’當時我在屋子的一個角落裏,有些話沒有聽清楚,她一直不停地訴說,直到吉蔔利勒天神帶著這段啟示降臨:‘安拉聽到了因其丈夫而與你爭辨並向安拉訴苦者的呼聲,安拉在傾聽你們雙方的談話,安拉是全聽全觀的主。’(58:1)」(《伊本瑪傑聖訓錄》第2063段)

        所以,你們千萬不可放棄以主的尊名向主祈禱的機會,如果你不向主祈禱,無非就像離開了水的魚被放在鍋裏煎熬一樣,只有覺悟者才能有此體會。內心貧窮而不向主祈禱的人,其實際情況比這更糟,他們狂妄昧主的迷誤行徑,就如詩人所說:

        昧主受賤自取其辱         行屍走肉麻木不仁

        我們怎能不求主呢?我們是一刻離不開主的,主對我們比懷胎九月生育我們的母親更仁慈。大賢歐麥爾·本罕塔蔔(願主喜愛)說:「人們把俘虜帶到了安拉的使者跟前,一位女俘焦急地在人群中尋找自己的孩子,找到後她急忙把孩子抱在懷裏餵奶。看到此景,安拉的使者問:‘你們看這位婦女會把自己的孩子扔到火裏嗎?’我們回答:‘以安拉起誓!不會。’安拉的使者說:‘安拉對人比這位母親對自己的孩子還要仁慈。’」(《穆斯林聖訓錄》第2754段)

        願主以偉大的《古蘭經》賜福我和你們,使我們大家受益于指引正道和宣揚正教的先知之路。

        我講這些,祈望主饒恕我和你們所犯的罪過,向主懺悔吧!主會寬恕懺悔者、獎賞行善者。


感謝流覽伊斯蘭之光網站,歡迎轉載並注明出處。

TAG: 呼图白
頂:161 踩:208
對本文中的事件或人物打分:
當前平均分:-0.15 (909次打分)
對本篇資訊內容的質量打分:
當前平均分:-0.21 (859次打分)
【已經有1718人表態】
511票
感動
377票
路過
378票
高興
452票
同情
上一篇 下一篇
發表評論

網友評論僅供網友表達個人看法,並不表明本網同意其觀點或證實其描述。

查看全部回復【已有0位網友發表了看法】