違抗主的凶兆(呼圖白)
الخطبة الثانيـــة
第二部分
الْحَمْدُ للهِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ وَشَدِيدِ الْعِقَابِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَعَدَ الطَّائِعِينَ بِجَزِيلِ النَّوَالِ وَالثَّوَابِ، وَتَوَعَّدَ الْعَاصِينَ بِعَظِيمِ النَّكَالِ وَالعَذَابِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْحِكْمَةِ وَفَصْلِ الْخِطَابِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الأَطْهَارِ الْكِرَامِ مَا سَبَّحَ فِي الأَرْضِ حَيٌّ، وَجَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِهِ بِمَا رَزَقَكُمْ، اتَّقُوا اللهَ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ، وَاجْتَنِبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَاعْلَمُوا - أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ- أَنَّ شُؤْمَ الْمَعْصِيَةِ يَتَمَادَى فِي الإِنْسَانِ حَتَّى يُنْسِيَهُ ذِكْرَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَبْعَثَ فِي نَفْسِهِ الْغُرورَ؛ وَالذُّهُولَ عَنِ الْمَصِيرِ، حِينَ لاَ يَرَى لِلْمَعْصِيَةِ تَأْثِيراً فِي الْحَالِ، وَلاَ يُفَكِّرُ فِيمَا يَكُونُ مِنْهَا فِي الْمَآلِ، وَفِي هَذَا يَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ:]وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[[الحشر:19]، وَأَنَّ صَاحِبَ الْمَعْصِيَةِ لَيَعِيشُ سَجِينَ شَهَوَاتِهِ، وَأَسِيرَ أَهْوَائِهِ، وَلاَ سِجْنَ أَضْيَقُ مِنْ سِجْنِ الشَّهْوَةِ، وَلاَ قَيْدَ أَشَدُّ مِنْ قَيْدِ الْهَوَى، وَفِي ذَلِكَ إِهَانَةٌ وَأَيُّ إِهَانَةٍ! قَالَ اللهُ تَعَالَى:]وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ[[الحج: 18].
وَيَا للهِ كَمْ أَحْدَثَتِ الْمَعْصِيَةُ مِنْ فَسَادٍ فِي الْمَاءِ وَالْهَوَاءِ، وَالزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ، وَالْبَرَارِي وَالْبِحَارِ! قَالَ جَلَّ فِي عُلاَهُ:]ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[[الروم:41]؛ إِذْ كُلَّمَا أَحْدَثُوا مَعْصِيَةً أَحْدَثَ اللهُ لَهُمْ عُقُوبَةً، كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ:«كُلَّمَا أَحْدَثْتُمْ ذَنْباً أَحْدَثَ اللهُ لَكُمْ مِنْ سُلْطَانِهِ عُقُوبَةً».
عِبَادَ اللهِ:
وَلَقَدْ جَرَتْ سُنَّةُ اللهِ أَنْ يُعَامِلَ الْخَلْقَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمَنْ أَحْسَنَ فَلَهُ الْحُسْنَى، وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهِ إِسَاءَتُهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:]مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[[فصّلت:46]. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ غَيْرِهِمْ فَأخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُم بَيْنَهُمْ»[رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه].
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاحْذَرُوا الْمَعَاصِيَ وَشُؤْمَهَا، وَتَجَنَّبُوا الذُّنُوبَ وَغُرْمَهَا؛ فَإِنَّ الرَّابِحِينَ مَنْ بَاعُوا فَانِياً بِبَاقٍ، وَخَسِيساً بِنَفِيسٍ، وَإِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أَهْلُ الرِّبْحِ وَالْكَسْبِ فَبَاعُوا وَاشْتَرَوْا وَاتَّجَرُوا بِالْمَعَاصِي، فَبَاعُوا آجِلاً بِعَاجِلٍ، وَغَائِباً بِنَاجِزٍ ]فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ[ [البقرة:16].
ثُمَّ اسْتَغْفِرُوا اللهَ وَأَنِيبُوا إِلَيْهِ]وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[[النور:31 ].
أَلاَ وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّ الرَّحْمَةِ؛ فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِ؛ فَقَالَ: )إنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً( [الأحزاب:56].
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ؛ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ الْمَهْدِيِّينَ الَّذِينَ قَضَوا بِالْحَقِّ وَبِهِ كَانُوا يَعْدِلُونَ.
感贊安拉 —— 饒恕罪過、接受懺悔、懲惡嚴厲的主。我見證萬物非主，惟有安拉，獨一無二的主，他許諾順從者將獲豐厚的獎賞，警告違抗者將受嚴厲的懲罰；我見證先知穆罕默德是主的僕人和被派以智慧真言的使者，願主賜福安於他和聖潔高貴的聖裔、聖伴們，直至地久天長！
安拉的僕民啊！
你們要敬畏創造了你們的主，利用主賜的恩典順從主，無論人前人後都要敬畏主，並謹防各種公開和隱蔽的淫蕩行為。
各位信士：
違抗主的人在犯罪後未見即時報應，便抱著僥倖心理繼續犯罪，只顧眼前不顧將來，最後將主忘得一乾二淨，為此至尊主說：「你們不要像那些忘記主，而主又使其忘記自身的人一樣，那是一些作惡的人。」（59：19）
違抗主的人生活在欲望的監獄裡，是自身私欲的囚犯。沒有比欲望更窄的監獄，也沒有比私欲更重的枷鎖，人所受的奇恥大辱莫過於被自己的私欲奴役！「安拉使其受辱者，無人能尊敬之，安拉是為所欲為的主。」（22：18）
違抗主的後果給人類的生存環境、空氣和水源、作物和果實、陸地和海洋造成了多大的危害呀！「由於人們親手所造的孽，災害已顯現于陸地和海洋，致使他要讓他們嘗試一部分行為的惡果。但願他們能回心轉意。」（30：41）
人類每犯下一種新的違抗主的罪行，安拉就會造出一種新的懲罰。就像一位先賢所說：「你們每新生一種罪孽，安拉就給你們新生一種懲罰。」
安拉造就的法則是以其人之道還治其人之身，真所謂善有善報、惡有惡報。「行善者自受其益，作惡者自受其害，你的主絕不會虧負眾僕。」（41：46）
先知（主賜福安）曾說：「遷士們啊！我求安拉護佑你們免犯五種罪行，你們一旦犯下就必遭殃：1）民眾一旦公開淫亂並且氾濫，便會出現前所未有的瘟疫和各種疾病。2）民眾一旦缺斤短兩，便會遭遇荒年、生活艱難和統治者的橫徵暴斂。3）民眾一旦拒繳天課，便會遭遇旱災，若不是憐憫無辜的牲畜天就不會下雨；4）統治者一旦違反天經和聖行，安拉便會讓其敵人來統治他們，使他們喪失手中的權利；5）領導者一旦不以天經秉公行事，對主規定的教律挑三揀四，安拉便會在他們當中普降災難。」（阿布頓拉·本歐麥爾傳述《伊本瑪傑聖訓錄》第4019段）
所以，你們要敬畏主，不要違抗主，並謹防違抗主的凶兆，遠離罪惡以免遭殃。凡以短暫今世換取永久後世的人都是贏家，凡要今世而以違抗主出賣後世的人都是輸家。「這些人以正道換取了迷誤，他們的交易無利可圖，他們不是遵循正道的人。」（2：16）
你們要向主懺悔求饒！「信士們啊！你們要全體向安拉懺悔，但願你們能夠獲得成功。」（24：31）
各位教胞：
現在讓我們遵照主的命令祝福先知穆罕默德，主在天經中命令我們說：「安拉和他的天神們在祝福先知，信士們啊！你們應當為他祈福，應當向他祝安。」（33：56）
主啊！求您賜福安于您的僕人和使者 —— 先知穆罕默德和聖潔的聖裔及全體聖伴們；主啊！求您喜愛秉持真理公正執法的四大正統哈裡發和正道領袖們。
主啊！求您饒恕我們、慈憫我們、赦免我們、原諒我們；主啊！求您賞賜我們恩典，不要奪走賜給我們的恩典，使我們變得高貴而不要卑賤，求您給我們增福而不要減福，求您選擇我們而不要拋棄我們。主啊！求您使我們熱愛正信，以正信裝飾我們的心靈，求您使我們厭惡昧恩、放蕩和背叛，使我們成為走正道的人。主啊！求您給我們降下及時雨，不要使我們成為絕望的人。主啊！求您使伊斯蘭和穆斯林變得強大，使以物配主行為和以物配主者變得卑賤；主啊！求您援助您的正教、天經、聖行和信民們。主啊！求您饒恕所有的男女信士和穆斯林，寬恕他們中的活人和亡人，您是至聽至近、有求必應的主。
主啊！求您改善我們的領導者們，使他們從事您喜歡的事業，迫使他們敬主從善；主啊！求您使我們的家園和所有穆斯林國家國泰民安；我們的主啊！求您賜予我們今世幸福和後世幸福，使我們免遭火獄之災。
最後感贊安拉 ——萬世之主！
感謝流覽伊斯蘭之光網站，歡迎轉載並注明出處。
